Sunday, October 03, 2010

أقوال العلماء في حديث "اختلاف أمتي رحمة"

 
رقـم الفتوى :7158
عنوان الفتوى :أقوال العلماء في حديث "اختلاف أمتي رحمة"
تاريخ الفتوى :06 ذو الحجة 1421 / 02-03-2001
السؤال
1-أبي يكنز الأموال في مكان غير معروف ولا يرينا شيئا من هذه الأموال فما حكمه ؟
2- ما صحه الحديث الذي يقول اختلاف أمتي رحمة؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: 

فلا يلزم الأب شرعاً أن يخبر أبناءه عن ماله، أو محل اكتنازه، والأمر في ذلك راجع إليه حسب ما يراه مناسباً لمصلحته. 
ولا ينبغي لأولاده الإلحاح عليه في ذلك، وإنما الذي يلزمه أن ينفق على أولاده بالمعروف، ما داموا ممن يستحقون النفقة، ويلزمه أيضاً أن يحرر وصية يبين فيها مكان ماله، وما له عند الآخرين، وما عليه، حتى إذا قدر الله عليه الموت اهتدى ورثته إلى ماله، وعرفوا ما لهم وما عليهم.
والله أعلم. 

وأما حديث: "اختلاف أمتي رحمة"، فهو حديث موضوع مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم. 
قال الألباني في السلسلة الضعيفة في حديث رقم 57: لا أصل له وقد جهد المحدثون في أن يقفوا له على سند، فلم يوفقوا حتى قال السيوطي في الجامع الصغير: ولعله خرّج في بعض كتب الحفاظ التي لم تصل إلينا. وهذا بعيد عندي إذ يلزم منه أنه ضاع على الأمة بعض أحاديثه صلى الله عليه وسلم، وهذا مما لا يليق بمسلم اعتقاده. 
ونقل المناوي عن السبكي أنه قال: "ليس بمعروف عند المحدثين، ولم أقف له على سند صحيح، ولا ضعيف، ولا موضوع. 
وأقره الشيخ زكريا الأنصاري في تعليقه على تفسير البيضاوي. انتهى. 

وقال فيه ابن حزم: باطل مكذوب. 
وهذه العبارة قد أوردها كثير من العلماء والأئمة في كلامهم عن الاختلاف، وقد يشكل معناها خصوصاً مع تضافر نصوص الكتاب والسنة على ذم الاختلاف، وقد وفق بين ذلك ابن حزم في (الإحكام في أصول الأحكام)، فقال بعد ذكر هذه العبارة: وهذا من أفسد قول يكون، لأنه لو كان الاختلاف رحمة لكان الاتفاق سخطاً، وهذا مما لا يقوله مسلم، لأنه ليس إلا اتفاق أو اختلاف، وليس إلا رحمة أو سخط.. إلى أن قال بعد سرد الأدلة على ذم الاختلاف، فإن قيل: إن الصحابة قد اختلفوا وهم أفاضل الناس ـ أفيلحقهم الذم المذكور؟.
قيل: كلا، ما يلحق أولئك شيء من هذا، لأن كل امرئٍ منهم تحرى سبيل الله، ووجهته الحق، فالمخطئ منهم مأجور أجراً واحداً لنيته الجميلة في إرادة الخير، وقد رفع عنهم الإثم في خطئهم، لأنهم لم يتعمدوه، ولا قصدوه، ولا استهانوا بطلبهم، والمصيب منهم مأجور أجرين، وهكذا كل مسلم إلى يوم القيامة فيما خفي عليه من الدين ولم يبلغه، وإنما الذم المذكور، والوعيد المنصوص لمن ترك التعلق بحبل الله: وهو القرآن، وكلام النبي صلى الله عليه وسلم بعد بلوغ النص إليه، وقيام الحجة عليه، وتعلق بفلان بفلان مقلداً عامداً للاختلاف، داعياً إلى عصبية، وحمية الجاهلية، قاصداً للفرقة، متحريا في دعواه برد القرآن والسنة إليها، فإن وافقها النص أخذ به، وإن خالفها تعلق بجاهلية، وترك القرآن وكلام النبي صلى الله عليه وسلم، فهؤلاء هم المختلفون المذمومون. وطبقة أخرى وهم قوم بلغت بهم رقة الدين وقلة التقوى إلى طلب ما وافق أهواءهم في قولة كل قائل، فهم يأخذون ما كان رخصة في قول كل عامل، مقلدين له غير طالبين ما أوجبه النص عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم. انتهى. 
والله أعلم.

المفتـــي:مركز الفتوى
 
اطبع الفتوى
 
فتاوى ذات صلة
  (وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين وأمنين)
  "الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالماً أو متعلماً"
  لا صحة للأحاديث المتعلقة بحمل الحوت للأرضين السبع
مقالات ذات صلة
  حديث: {فعليكم بسنتي} 
  اتق دعوة المظلوم 
صوتيات ذات صلة
Real Palyer الاستماع بواسطةقراءة  حماية مكة والمدينة من المسيح الدجال محمد المنجد )Real Palyer الاستماع بواسطةقراءة  حقيقة خلق الجن وقدراتهم محمد المنجد )
Real Palyer الاستماع بواسطةقراءة  صور من عجز الشياطين محمد المنجد )Real Palyer الاستماع بواسطةقراءة  شرح حديث وصية نوح عليه السلام لابنيه أبو إسحاق الحويني )
Real Palyer الاستماع بواسطةقراءة  معركة حنين وقوله صلى الله عليه وسلم (لله أرحم بعبده من هذه بولدها) سعد البريك )Real Palyer الاستماع بواسطةقراءة  إنما تنصرون وترزقون بضعفائكم سعد البريك )